الأربعاء، 8 يونيو 2011

أقنعة...... للشاعر محمود عربانو




                           أقنعة






                                          تحير العقل فيك فكيف أهديهْ
وللنفس سؤال وجواب ليس يشفيه


أينشئ الحسن فيك وأنت تمحوه
ويمحو القبح عنك القبح وأنت تبقيه


لم يولد العار إلا وكنت رحما له
ولن يفني من الجمال إلا ما أنت بانيه


أنت للخطيئة أكبر الخطايا
كم سخر الذنب من ذنب عشت تحويه


لم تكن للشرف يوما منزلا
فمنزل الذل والعاهات راض بما فيه


إن كان قد ساءتنى منك فعلة
فلكم أساء الشوك إلى يد ترويه


ولكم أهلك الذنب غير جانيه
من ذا يموت غارقا فى مساويه؟!


ومن الناس للناس أقنعة. شامت.
متلون.ومن يجارى من يجاريه..

إذا كان حظ السافلين تيجان
فخير أمنية العلى أنت تموت أمانيه


وإن تأوى الذئاب إلى العرين
فليس لليث الجسور منزل يأويه


ولو كسى الشريف منا بثوب ذل
فإن الزمان كله لا خير فيه


رأيت الناس مخلصة للمال عابدة
إن ذهب ما يعبدون لعنوا عابديه


أيها المال جمعت العز والشرف
ورددت عن مجرم الطعن والتشويه


أنت في الأرض عبد كنت أعبده
فرأيت أن أعطى العبادة من يعطيه


إني لفى زمن عار على الزمن
لم يجمع من الفضل إلا الضلال والتيه


فعلي كل منبر ألف ذبيح
فالعدل يحيا ولكن لم تحى مراميه


وأكثر الناس منساق لأحداث
وفعله وقوله من التحريك والتشبيه


ومن الأخلاق سبيل غاية؛إن بانت
 يكشف الجمال عن وجه كريه


أنا من يمحو عن التاريخ عاره
أكسر أصنامه .أغسل جميع مآسيه


ولقد لامنى القوم في قسوة الكلم
 وهل كان دهر من اللين يشفيه؟!


لقد أكل الصبر من روحى ومن جسدى
وأحيا العمر السقيم ما كان يرديه...
.
وسادتى طافية على بحر من الجراح
والظلمات الأعراب أكثر ساكنيه


لمن جرحي لمن موتى لمن عمرى
لمن حبى.. لمن أهديه ومن يعنيه


رمال القدس تهجونى وتلعننى
  وتنكرنى وترمينى بألف سفيه


وترفض أن تعطرنى ويحوينى تراب..
ليس يحوينى من ذا يقبل بائعيه؟


لعنت جراءة الصمت لعنت وجوه
من يخفى وجوه القبح ..من يبديه


لعنتك من تعدد فى هوى الفجر
لعنتك يا أخا الكفر وهل كأخيه


وأنت يا من يهاب الداءٌ عدواه
ينافق ألف ثوب علي جلده فلا يكسيه


بصيرته عمى لمن أبصر وكل شمس
غارقة فى ظلام من موانيه


خبيث النفس لئيم خوان بفطرته
   طباع الذئب من طباع أبيه
****









ليست هناك تعليقات: