الأربعاء، 8 يونيو 2011

مدينة الأقزام...محمود عربانو


                                     مدينة الأقزام 





مدينة الأقزام سحقا يامدينة
أليس فى بلد الرجال رجال


غنيت باسمك ألف أغنية
لكن حسبك أن كذب المقال


أمضيت عمرى أنشأ من خيالى حاضرا
كضياع عمرى ضاع الخيال


فصدى الأحزان ينشر دمعه
كأنما على فم الآمال أقفال


والصبح خلف ستار الليل منتظر
فأى صبح خلف ستار الليل يحتال


وسألت كم سألت عن علاّته
 فقتل المجيب كما قتل السؤال


إنه الفجر المطل على الردى
كم طارد الفجر نصاب ودجال


كان العلم للألباب سيدا
والآن ساد الجهل والإنكار والمال


فنذم محتاجا ونمدح التاج
وإن كان تحت التاج تنبال


وإن رأينا مثلنا في الناس قبيحا
جملناه بقبحنا لتحوينا الظلال


تموت الأخلاق من شدة الظمأ
وإننا في غير الأقوال بخّال


ولو تساوى الفعل مع الحديث
ولكن تتعارض الأقوال والأفعال.!


نظرت للناس حولى ولم يبق
إلا الوسائد والغوانى والرمال


وبقايا عيون وأفواه وأيد
مقيدة ولم  يزل يدميها العقال


وسألت فلم يجب غير الصدى
من منا لحضارة الأمس يغتال


وناشدت كم ناشدت قومى ثورة
فأرمى بزهر وهو فوق رأسى نعال


أهكذا تخفى النعال أزهار
كما يختفى تحت العباءات تمثال؟!...


أضاعت الجراح معالم جسدى
فكأن أعضاءه الخناجر والنبال


أشهق دخان حشاشتى تحترق...
روحى والدموع ولا عينان سالوا


إن ترى ضحكى فلجرح زائر
ولم يبق عندى غير الجراح نوال


عربى وقلب العروبة نازف
فكأن بينى وبين سعادتى سكن المحال


تمر الفرسان بى بجواد مشكل
فترنو العيون وتتحدث الأطلال

أين بغداد وترابها المسكى
كتاب هى تقرأه الأجيال والأجيال


نمت وزهت عصور مرت بها
لو حارب التاريخ عنها لكفي النزال


إنى أذكرها قرونا قد مضت
دار مع الكواكب فيها العلم والآل


حكم النور والحكمة رضا وقهرا
وليس صدام والحجاج كما قالوا...


لاعيب في خيل تعثرت بسبخة
وما عاب في الخيل الأصيلة إلا البغال؛...
                                              .......
                                             *****                    





ليست هناك تعليقات: