الجمعة، 10 يونيو 2011

الفرزدق يمدح زين العابدين بن الحسين بن على رضى الله عنهم



هذا الذي تعرف البطحاء وطأتـه
والبيت يعـرفه والحـل والحـرم

هذا ابن خيـر عباد الله كلهـم
هذا التقـي النقـي الطاهر العلم

هذا ابن فاطمة إن كنت جاهلـه
بـجده أنبيـاء الله قـد ختمـوا

وليـس قـولك من هذا بضائـره
العرب تعرف من أنكرت والعجـم

كلتـا يديه غيـاث عم نفعهمـا
يستوكفان ولا يعروهـما عـدم

سهل الخليقـة لا تخشى بـوادره
يزينه اثنان حسن الخلق والشيـم

حمـال أثقال أقوام إذا افتدحـوا
حلو الشمـائل تحلو عنده نعـم

ما قال لا قـط إلاّ في تشهـده
لولا التشهـد كانت لاءه نعـم

عم البرية بالإحسان فانقشعـت
عنها الغياهب والإملاق والعـدم

إذا رأتـه قريـش قـال قائلهـا
إلى مكـارم هذا ينتهـي الكـرم

يغضي حيـاء ويغضى من مهابتـه
فمـا يكلـم إلاّ حيـن يبتسـم

بكفـه خـيزران ريحـه عبــق
من كف أروع في عرنينـه شـمم

يكـاد يـمسكه عرفان راحتـه
ركن الـحطيم إذا ما جاء يستلم

الله شـرفه قـدمـا وعظمــه
جـرى بذاك له في لوحـه القلـم

أيُّ الـخلائق ليست في رقابـهم
لأوليـة هـذا أو لـه نعـــم

من يشكـر الله يشكـر أوليـة ذا
فالدين من بيـت هذا ناله الأمـم

ينمى إلى ذروة الدين التي قصـرت
عنها الأكف وعن إدراكها القـدم

من جـده دان فضـل الأنبيـاء له
وفضـل أمتـه دانـت له الأمـم

مشتقـة مـن رسـول الله نبعتـه
وفضـل أمتـه دانـت له الأمـم

ينشق ثوب الدجى عن نور غرتـه
كالشمس تنجاب عن إشراقها الظلم

من معشـر حبهم دين وبغضهـم
كفر وقربـهم منجـى ومعتصـم

مقـدم بعـد ذكـر الله ذكرهـم
في كـل بدء ومختـوم به الكلـم

إن عد أهل التقـى كانوا أئمتهـم
أو قيل من شير أهل الأرض قيل هم

لا يستطيـع جواد بعد جودهـم
ولا يدانيهـم قـوم وإن كرمـوا
هم الغيـوث إذا ما أزمة أزمـت
والأُسدُ أُسدُ الشرى والبأس محتـدم

لا ينقص العسر بسطا من أكفهـم
سيان ذلك ان أثروا وإن عدمـوا

يستـدفع الشر والبلوى بـحبهم
ويستـرب به الإحسان والنعـم

ليست هناك تعليقات: