الخميس، 9 يونيو 2011

في ذكري الشاعر/ صالح الشرنوبي ...محمود عربانو




آية الحزن



عندما يكسوني الغرور
فاعلم أن بالقلب إنكسارْ
وكأس الحزن يدور
في كل قصر ودار
أنا حزن مذ دهور
مكتوب في سالف الأخبار
وماذا يجدي وجه يثور
علي حزن جاء بانتصار


فإذا أقبل السرور
يكون الدمع في انتظار
والموت تعقبه حياه
والليل يرصده نهار
تطأ أعالي الجباه
أقدام الدواب والصغار
ويسقط العمر ومناه
لجدار تهدم في جدار
ماذا يبقي والإنسان ....
يساق ويرعي في البوار
غير طيور وفراشات
تأكل من جسد الأزهار
صرنا نفتش في الأحزان
عن قاع دموع وقرار

نتبع أوهاماً ووشايات
لم نرها في غسق الأقدار
يتألم حزني لوجوه نفاق
كانت كل الأطهار
لم يكن الخلق يرجوه رفاق
بل كان ستراً وإسار
وضميرا في الكون أراه
شبحا أو أطلال مزار
كذبا ونفاقا غناه ....
مراء بفؤاد خلف الأسوار
يحسبه يعيش وأراه
رماداً لثقاب حوار
أخلاق يفشيها نفاق
تحيا كالحزن أو كالأسرار

آه .... كم يحلو لي هذيان الليل
وكم يحلو الدوار
والسهد يمزق لي جفني
ويذيب مع الدمع الأفكار
ويشتت أضواء الرؤيا
في كون لا أدري كيف صار ....
موتا يحيا في دمايا
فيلقيني من انتحار إلي انتحار

أطارد بالأحلام عمري
وبالأوهام كم يقسو الدمار
وأبني من الكلمات قصري
وبلا حروف لا يكون الانفجار
وأنسج من خيوط الفجر ....
ثوبي فيملأ القلب اخضرار

ويهدينى الليل ثوباً
فأهديه أسف الاعتذار
فيا ليل جحود طريد تخفي
كيف تبحث عن ستار
 كمثل المنافق تعري بمنفي
ويظل يبحث عن إزار !!
يمتد طريقه لا يري غاية أو ثمرة المشوار
وكيف بظل يتركه
ومن لحدود ظله يختار
من سلك طريقاً أكمله
وشر طريق أجمله الفرار
ورب شجرة ثمرها الحنظل
خير من شجرة بغير ثمار

من ذاق ألم الشوك
فقد استحل رحيق النوار
عار علينا نطعم ضمائرنا
ثمار الخزى والعار
عار نبيع الوطن الحبيب
ببخس دراهم ودينار
عار تفرق وحدتنا
إلام نعزف كل علي قيثار
..... كيف نرجو نوراً
وهم يقتسمون الفجر بالأسحار ؟!
كيف نرد الجور ......
بمحض استسلام وقبيح الأعذار ؟!
كيف يغدو البحر عنيداً
فيطيح اليأس بالبحار ؟!

إذا ما هجر الطير الأغصان
ستموت من الحزن الأشجار
فأنا بين الحزن وبين الحزن
لا أملك إلا أن أختار
فيا قومي من منكم يداوي
صرخة الناى والمزمار

أنا قلعة من زمن عتيق
قد هدمها حزن وانبهار
هاد أشقاه الطريق
عليل .... ضال بين الأسفار
شمس مطفأة البريق
عود ناحب .... خاصم الأوتار
يتباهي الدمع بعيني
كشراع راقص حزن الأنهار
أمشي بشوارع أحزاني
بجنون أرقص تحت الأمطار
يحملني المطر إلي ماضي
ولهيب يروي شجر التذكار
كم جالت بالقلب آياد
تبذر الشهد وتنمي الصبار
كم كنت النور في زمن
طفأت فيه كل الأنوار
حتي انتفض الحلم
وسافر الطير مع الأطيار
وامتلأت دفاتر الدموع
وجفت مع الدمع الأشعار
جفت الأنهار ولا زلت ......
تبحثين عن لؤلؤ ومحار

جفت الأنهار وما تبقي
غير لهيب نار وبخار
واحترقت ممالكي وما ترين
أطلال ملك من الغبار
كرهتك ولا زلت أفتش عنك
وأشتاق العيون والأخبار
وأراك فتعبت أشواقي
كأني بنجم قد ضل المسار
تري يا قلب تهواه ؟!
وكيف تتبعه حيث سار ؟!
هذا خريفي قد أتي
سقطت من الأغصان كل الثمار
فالليل قد نامت رؤاه
ويعصف بالعمر الدمار

شابت مع الأمل الأماني
ووئدت أحلامي الصغار
فيا طيراً أطعمته عمري
وبجناحي رف وطار
مهما نأى الطير بمعزل
سيعود يوماً للأوكار
سيعود يوماً للأوكار
                                          
                                             *****                                              

ليست هناك تعليقات: