الأربعاء، 8 يونيو 2011

أطبق دجى....الجواهرى



أطْبِقْ دُجى ، أطْبِقْ ضَبابُأطْبقْ جَهاماً يا سَحابُ
أطبق دخانُ من الضميرمُحَرَّقاً أطبق ، عَذاب
أطبق دَمارُ على حُماةِدمارِهم ، أطبق تَباب
أطبق جَزاءُ على بُناةِقُبورِهم أطبق عِقاب
أطبق نعيبُ ، يُجِبْ صداكَالبُومُ ، أطبق يا خَراب
أطبق على مُتَبلِّدينَشكا خُمولَهمُ الذُّباب
لم يَعرِفوا لونَ السماءِلِفَرْطِ ما انحنَت الرقاب
ولفرطِ ما دِيسَتْ رؤوسهمُكما دِيسَ التراب
أطبق على المِعزى يُرادُبها على الجوعِ احتِلاب
أطبق على هذي المُسوختَعافُ عيشتَها الكلاب
في كلّ جارحةٍ يلوحُلجارحٍ ظُفرٌ وناب
يجري الصدِيدُ مِن الهوانِكأنه مِسكٌ مُلاب
أطبق على الدِيدانِملَّتها فَيافيكَ الرِّحاب
أطبق على هذي الوجوهكأنها صُوَرٌ كِذاب
المُخرَساتُ بها الغُضونُفلا سؤالَ ولا جواب
بُلهاً تدورُ بها العيونُكأنَّ صحصَحَها سَراب
ملَّ الفؤادُ من الضميروضجَّ بالرُّوح الإِهاب
أطبقْ على مُتفرقّينَيَزيدُ فُرْقَتَهم مُصاب
يتبجَّحونَ بأنّ إخوتَهميحُلُّ بهم عَذاب
ندِموا بأنْ طلبوا أقلَّحقوقهم يوماً فتابوا
وتأوَّبوا للذلِّ يأكل رُوحَهمنِعْمَ المآب!
أطبق على هذي الكرُوشِيَمُطُّها شَحْمٌ مُذاب
مِن حولِها بقرٌ يَخورُوحولَه غَرثى سِغاب
أطبق إلى أنْ ينتهيللخاطبينَ بكَ احتِطاب
أطبق على مُتنَفِّجينَكما تَنفَّجت العِياب
مستنوقِينَ ويزأرونَكأنهم أُسْدٌ غِلاب
يَزهوهمُ عَسَلٌ ويُلهيهمعن العلياءِ صاب
يَمشي مِن الأمجادخَلْفَهُمُ بميسَرةٍ رِكاب
فاذا التقت حَلَقُ البِطانِوجدَّتِ النُوبُ الصِّعاب
خفَقَت ظِلالُهم وماعوامِن نُعومَتِهم فذابوا
ونَجَوا بأنفُسِهمْ وراحتطُعمَةَ النارِ الصحاب
أطبق دُجى ، لا يَنْبَلِجْصُبْحٌ ولا يَخْفِقْ شِهاب
أطبق فتحتَ سماكَخَلقٌ في بصائرهِ مُصاب
لا ينفتحْ – خوفاً عليه - !مِن العمى للنور باب
أطبق إلى يومِ النشورويومَ يكتملُ النصاب
أطبق دُجى حتَّى يقئَ خُمولَأهلِ الغاب غاب
أطيق دُجى : حتى يَمَلَّمن السوادِ بهِ الغُراب
أطيق دُجى : حتى يُحَلِّقَفي سماواتٍ عُقاب
غضبانَ أنْ لم تحمِ أعشاشاًلها طير غِضاب
أطبق دُجى : يَسْرَحْبظلّك ناعماً عار وعاب
من لونك الداجي رِياءٌوارتياعٌ وارتياب
يا عِصمةَ الجاني وياسرحاً تلوذُ به الذئاب
يا مَن مشتْ بدمائهافيه الخناجرُ والحِراب
يا مَن يضِجُّ من الشرورِالماخراتِ به العُباب
يا مَن تَضيقُ من الهوامالزاحفاتِ به الشعاب
كُن سِتْرَ مُجرمِةٍ تهاوَتْعن جريمتِها الثباب
أطبق : فأين تفِرُّ إنْتُسفرْ وينحدرِ النِقاب؟!
هذي الغَباوات الكريمةُ !والجمودُ المُستطاب !
هذا النفاقُ تَرُبهُصُحُفٌ ويُسْمِنُه كِتاب!
أطبق دُجى ، حتى تجولَكأنها خيلٌ عراب
هذي المعرَّات الهِجانُلها لظُلمتِك انتساب
أطبق : فأنتَ لهذه السوءاتِ- عاريةً – حجاب
أطبق : فأنت لهذه الأنيابِ- مُشحذةً – قراب
أطبق : فأنت لهذه الآثامِشامخةً - شباب
أطبق : فأنت لصِبغةٍ منها إذانصَلَتْ خِضاب
كُنْ سِتْرَها لا يَنبلِجْصُبحٌ ولا يَخْفِقْ شهاب
أطبق دُجى : أطبق ضَبابأطبق جَهاماً يا سحاب ُ




ليست هناك تعليقات: