الجمعة، 10 يونيو 2011

أبو العلا المعرى يرثى فقيها




غير مجدٍ في ملتي واعتقادي  نوح باكٍ ولا ترنُّـم شادِ



وشبيهٌ صوت النّعي إذا قيـ  ـس بصوت البشير في كل نادِ

أبكت تلكم الحمامة أم غنّـ  ـت على فرع غصنها الميادِ

صاح ، هذي قبورنا تملأ الرُّحـ  ـب فأين القبور من عهد عادِ ؟

خففِ الوطء ماأظنُّ أديم الأر  ض إلا من هذه الأجسادِ

وقبيحٌ بنا ، وإن قدم العهـ د ، هوان الآباء والأجدادِ

سر إن استطعت في الهواء رويداً  لا اختيالاً على رفات العبادِ

ربَّ لحدٍ قد صار لحداً مراراً  ضاحكٍ من تزاحم الأضدادِ

ودفين على بقايا دفينٍ  في طويل الأزمان والآبادِ

فاسأل الفرقدين عمَّن أحسّا  من قبيلٍ وآنسا من بلادِ

كم أقاما على زوال نهارٍ  وأنارا لمدلجٍ في سوادِ ؟

تعبٌ كلها الحياة فما أعجبُ  إلا من راغبٍ في ازديادِ

إنَّ حزناً في ساعة الموت أضعا  ف سرورٍ في ساعة الميلادِ

خلق النــــاس للبقـــــــاء فضلَّت أمـــــةٌ يحسبونهم للنفــــــادِ

إنما ينقلـــون من دار أعمـ  ـالٍ إلى دار شقوة أو رشـــــــــــادِ

ضجعة الموت ، رقدةٌ يستريح الـ  ـجسم فيهاوالعيش مثل السهادِ

كل بيتٍ للهدم ماتبتنــي الــور  قــــاء والسيّد الرفيع العمــــادِ

والفتى ظاعنٌ ويكفيه ظلُّ السد  ر ضربَ الأطناب والأوتادِ

بان أمر الإله واختلف النا  س ، فداعٍ إلى ضلالٍ وهادِ

والذي حارت البرية فيه  حيوانٌ مستحدثٌ من جمادِ

واللبيبُ اللبيبُ من ليس يغترُّ  بكونٍ مصيرهُ للفسادِ


ليست هناك تعليقات: